الاسم: محمد الطراد
العمر: 72 عامًا
الشركات: مجموعة الطراد للاستثمار
الأبناء: 5 أبناء
الثروة: 3.3 مليار دولار
لم يستسلم للفقر؛ فسافر من سوريا إلى فرنسا في عمر صغير، وهو يطمح لأن يسطر قصة نجاح تلهم الملايين من شباب رواد الأعمال حول العالم؛ إنه “محمد الطراد”، الذي انتفض من قلب الفقر المدقع؛ ليصبح أحد أثرياء فرنسا، وقدوة للشباب في كل أنحاء العالم، بثروة بلغت 2.6 مليار دولار، فكيف كانت قصة نجاحه؟
نشأته في سوريا
وُلد محمد الطراد في التاسع من مارس عام 1948؛ وهو التاريخ الذي اختاره له أولاده؛ كونه لا يمتلك وثيقة تثبت عمره.
ربما ينبيء انعدام وثيقة ميلاده، بالكثير عن الحياة التي عاشها محمد الطراد؛ فقد نشأ ضمن أسرة فقيرة من البدو الرحل في “الرِقة” الواقعة شمال شرقي سوريا؛ حيث عانى من سوء معاملة والده لوالدته،ثم رحل شقيقه إثر المعاملة السيئة.
شغفه بالعلم
حافظ على حبه للعلم، بينما كانت جدته تريده أن يصبح راعيًا للأغنام. عاش حياة بدوية في صحراء الرقة؛ ما كان ملهمًا له؛ ما جعله يكتب عنه فيما بعد في رواية حملت عنوان “بدوي”، التي أصدرها عام 2002.
كان محمد الطراد شغوفًا بالعلم؛ حيث اعتاد أن يمشي 10 كم يوميًا ليصل إلى المدرسة، كما حصد المركز الأول على مستوى الرِقة في الثانوية العامة، وحصل على منحة من حافظ الأسد؛ الرئيس السوري الراحل لدراسة الطيران العسكري في كييف.
محمد الطراد
قراره بالسفر
قرر الطراد السفر إلى فرنسا، فاشترى تذكرة سفر ذهاب فقط، مُصرًا على عدم العودة لحياته السابقة؛ ليكتب فصلًا جديدًا في حياته نحو النجاح.
عندما وصل إلى فرنسا، لم يكن لديه حلم محدد، بل كان يركز على عدم الاستسلام لفقره.
استقر بمدينة مونبلييه الفرنسية، ثم انتقل فيما بعد للسكن في باريس، وأكمل دراسته؛ ليحصل على شهادة الدكتوراه في علوم الحاسوب، ثم سافر إلى الإمارات العربية المتحدة؛ من أجل العمل، واستقر هناك 4 أعوام؛ حيث عمل في شركة بترول أبو ظبي الوطنية “أدنوك”.
بداية رحلة الثراء
في عام 1984، اشترى شركة متعثرة بمجال أعمال السقالة، أصبحت فيما بعد انطلاقته لبناء مجموعة الطراد العالمية، كما تعد اليوم من أهم شركات السقالة على مستوى أوروبا.
استطاع الطراد بحكمته أن يقضي على سوق المنافسة، خاصة بعد أن استحوذ على شركة ألمانية منافسة تدعى “بليتا”، تمكن بعدها من الانتشار بشكل أوسع على مستوى القارة العجوز. وفي عام 2003، ازداد عدد شركاته إلى 21 شركة، بأرباح بلغت 130 مليون دولار.
أكد الطراد على عشقه للحرية؛ لذا كان يحرص على أن يكون موظفوه أحرارًا؛ ما انعكس إيجابيًا على العمل بشركاته.
محمد الطراد
استثمارات عالمية
عكف الطراد على الوصول إلى مرحلة الثراء، عن طريق استثمارات متنوعة وصلت إلى 14 دولة، تحت إدارة “مجموعة طراد”، بعدد شركات حول العالم بلغ 170 شركة، يعمل فيها أكثر من 17 ألف موظف.
خلال مسيرته المهنية، دخل قائمة أثرياء فرنسا؛ من خلال امتلاكه شركات واستثمارات ناجحة، شهدت نموًا اقتصاديًا متسارعًا، وبثبات واستقرار.
تبلغ ثروته وفق أحدث إحصائيات عام 2020، حوالي 2.6 مليار دولار.
حبه للرياضة
كان للرياضة مكانة مميزة عند الطراد؛ إذ يمتلك أشهر أندية الركبي في إيرلندا. وفي عام 2015، أبدى رغبته في شراء نادي مرسيليا لكرة القدم، عندما كان معروضًا للبيع من قبل مالكته مارجريتا لوي – دريفوس.
حصل على عدة أوسمة؛ منها: وسام جوقة الشرف برتبة فارس، ونيشان جوقة الشرف برتبة ضابط.
محمد الطراد
الدروس المستفادة:
عدم الاستسلام: لا يجب على رائد الأعمال الاستسلام لظروفه القهرية، أو الفقر الذي يعاني منه؛ فكل ذلك يشكل دافعًا لوصوله إلى تحقيق أهدافه.
الحرية: يعتمد رائد الأعمال الناجح على الاستمتاع بحريته؛ وهو ما يجب أن يوفره لموظفيه؛ فيجعله انتماءهم وولاءهم له.
التطوير: لا يقف رواد الأعمال عند نقطة محددة في مسيرتهم العملية، بل يسعون دائمًا للتطور وتحقيق مزيد من الاستثمارات، وبلوغ النجاح تلو الآخر.